مرة قلت شعمل فيلم ووقع لي فيلم يالطيف والحنبة (٢)
يمنات
فكري قاسم
الفيلم الذي كتبته وطلعت صنعاء شنتجه قصته بسيطة عن ” قروي بسيط ضاع في مدينة أوضاعها الأمنية ملخبطة بالتزامن مع بحث الشرطةعن قاتل هارب مرافق لشيخ نافذ استخدم سلطته لتوريط “كرامة” القروي الضائع بجناية القتل.
الفكرة مأخوذة من نص مسرحي كوميدي فزت به بجائزة العفيف الثقافية سنة ٢٠٠٢ عنوانه، “إنسان ضيعناه،”
اعدت تحوير أحداثة في قالب درامي لفيلم سينمائي لا تتجاوز مدته الساعة الواحدة.
طول الطريق من تعز إلى صنعاء وانا مخزن فوق السيارة وآخد وضعية سيناريست مشحوط فاتح لابتوبي بحدفي وعيني على الشاشة، اعيد قراءة النص مشهد مشهد؛ اجوده ولابو شي ناقص اصلحه بشكل احسن
مشتيش اقع سينارست خيبه
ولا اشتي وحيد حامد يفتح لقفه علي
واشتي الممثلين وهم يقرأوا النص يشعروا بالمتعة ويتعايشوا مع أحداثه منسب يبدعوا ويقع فيلم محطرم.
هذا من ناحية
ومن ناحية ثانية اشتي اول ما اوصل صنعاء أتفرغ جيدا لمهامي كمنتج
عندي مواعيد ومشاوير كثيرة لحسم أمر بقية الإحتياجات المطلوبة في خطة الإنتاج وماعد اشتي ارجع للنص خالص
ولا اشتي أي لخبطة في مهامي كمنتج وسيناريست
وصلت صنعاء مقطوب
طبعت نسخ عديدة من النص عشان يتوزع على الممثلين
وفي اليوم الثاني مباشرة بكرت من صبحي معي موعد مع اللواء عبد القادر هلال أمين العاصمة
استقبلني بمكتبه في مبنى الأمانة بترحاب
– اهلا يافكري كيف حالك
– بخير يافندم
– مامعك في صنعاء؟
– معي فيلم سينمائي كتبته وشنتجه هانا في صنعاء على حسابي واحتاج مساعدتك في التالي:
( ١٠ غرف للطاقم وجناحين لي وللمخرج في فندق لمدة شهر + ٣٠ وجبة غداء وعشاء لعدد ٢٠ شخص لمدة شهر + مبلغ ٨٠٠ الف ريال مقابل ملابس واكسسوارات)
قدمت له المطلوب في ثلاث رسائل منفصلات
حسم أمرهن بسرعة وماخطيت من مكتبه بعد نص ساعة إلا وقد كل شيء جاهز .
في العصر التقيت بالدكتور سمير العفيف وانا فرحان
وفرحته واحنا مخزنين في فندق كمفورت المحجوز على حساب أمانة العاصمة بماتم إنجازه في الصباح بعد مقابلة اللواء عبدالقادر هلال.
وطمنته ان الأثنين المليون حق فترة التصوير والمونتاج جاهزة في حسابي والكل وماعد إلا مشاوير تدبير مواقع التصوير والنقليات شحسم أمرهن فيسع كل واحدة قبل مايحتاجها بيومين
وفي المساء التقينا بطاقم العمل في الفندق انا وهو والدكتور منصور القدسي
شرحت للممثلين طبيعة وقصة الفيلم باعتباري المؤلف والمنتج
ووزع عليهم الدكتور سمير نسخ من مسار أدوارهم في النص وتفاهم معاهم حول أجورهم التي سيتم دفعها لهم بحسب اتفاقه معهم بعد بيع الفيلم وحدد معهم البدء بالتصوير بعد أربعة أيام باعتباره المخرج والمنتج المنفذ
وتفاهم معهم الدكتور منصور القدسي حول المخصصات اليومية وبدل المواصلات والوجبات والسكن للقادمين من خارج العاصمة باعتباره مدير الإنتاج
وانتهى الإجتماع وبي إحساس سيناريست مقطوب انتهى دوره مع النص وعليه أن يتفرغ جيدا لمهامه القادمة كمنتج شيسخر له الله القلوب القاسية والرقاب العاصية.
وسهرنا هاذاك اليوم انا والدكتور سمير نتجابر بلطف
وبحماس كبيرين وخططنا ولططنا للفيلم
كأي منتج ومنتج منفذ يشتوا العمل ينجح ويلاقي أصداء جيدة وقال لي انو لازم ترافق مرحلة الإنتاج حمله دعائية كبيرة منسب ماعد نكمل التصوير والمونتاج بعد شهر الا وقد الناس مراعيين ومشتاقين يشوفوا الفيلم. وقلت له ابشر.
جمعت عدد من زملائي الصحفيين في اليوم الثاني إلى الفندق
خزنا سوى نعمل الخطة الدعائية المصاحبة لتصوير وإنتاج الفيلم وخطة التسويق والتمهيد لعرض الفيلم
وقالوا لي ابشر نبدأ من اليوم أخبار وتقارير ومقابلات مع الطاقم وكلها ثلاث ايام بس
وان قد اخبار الفيلم في كل بقعة وعاد احنا مابدأنا التصوير أصلا ؛ ومو شيقع؟
هو شهر بين الناس والفيلم جاهز .
بعد عشر ايام بدء الدكتور سمير التصوير وكل شيء جاهز
وقد حسمت أمر المواقع المطلوبة لتصوير المشاهد الداخلية والخارجية ورتبت أمر السيارات والنقليات المطلوبة
ومعنوياتي عالية في السماء
اشوف الكاميرا والطاقم في الميدان وبي إحساس مهندس وصانع سفينة التيتانك وهو يشوفها تبحر في أول انطلاقة لها
ومشي الاسبوع الأول من التصوير بسلاسة والحملة الدعائية في الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات ومواقع التواصل الإجتماعي شغاله يديرها عبدالرزاق العزعزي باقتدار
وأين ماسرت وأين ماجيت ولقيت ناس يعرفوني يسألوني:
– قالوا قد معك فيلم؟
وكل من يتصل يدورني : وين انت هاذي الأيام؟ أقوله
– بنصور الفيلم
وكان الدكتور سمير قد باشر الخطوة الإولى من عملية الإنتاج
وبدأ بتصوير مشاهد موكب الشيخ مع سياراته ومرافقيه وفلته الضخمة
والشيخ في الأساس بحسب سيناريو الفيلم شخصية ثانوية يتواجد في أربعة مشاهد فقط
لكن الدكتور شاف أن الأمكانات التي وفرتها لتصوير مشاهد الشيخ ضخمة وأمور المنتج سابره
كبر الموضوع في رأسه وتعلق بشخصية الشيخ وقال لي مابلا والا نطور الصراع في قصة الفيلم يافكري.
أنا أثق بالدكتور سمير واحترم فنه وابداعه
قلت له اهم شي هذا التطوير شيخدم فكرة وقصة النص ؟ قال ايواااه
وقلت له بعدك يادكتور طور الصراع هاموشيقع؟!
وعينك ما تشوف الا النور يافكري
الدكتور طور الصراع من قلبه
وكل يوم يسير يصور مشاهد الشيخ هو والطاقم ويرجع الفندق آخر الليل وقد معه مشاهد جديدة يضيفها لشخصية الشيخ
يهادرني عليها ويشتي الحاجة الفلانية والحاجة الزعطانية الصبح ضروري شيبكر يصور المشاهد المضافة لتطوير الصراع
وانا ساع السافي اسمعه واقوله تمام بعدك
وابكر من صباح الصبح اتبرطع لأجل اوفر له مايشتي
وشوية شوية اثناء تطوير الصراع
وان قابو فيلم غير الفيلم ونفقات يومية غير النفقات اللي في الخطة
وقد الشيخ هو بطل الفيلم وقد كل الأحداث تدور حوله
و كرامة القروي الضائع قدو ضايع في الفيلم والكل ماعد لقيته وقدو شخصية ثانوية يمكن الإستغناء عنه لو يزيد المخرج يفكر بتطوير الصراع شوية .
المهم احنبني الدكتور حنبة جن
وخلاني ارقد وأقوم وانا متحمل الشيخ وفيلته وموكب سياراته ومرافقية وأسلحتهم وعتادهم وصرفتهم اليومية وصرفة الطاقم كلها فوق اعداني وصرعتني الشمس وانا اتبرطع
والمخرج ماكوده يطور الصراع
وعليها يومية من اول النهار للساعة ١١ الليل
يسير الدكتور يصور في المواقع ويرجع الفندق وقامعه لبكره مشاهد ثانية لتطوير الصراع ويقولي هاذيك الساع وقدنا ضايق شقرح :
– ابسر لنا لبكره الصبح نفس الثلاث السيارات الصالون مع ستة اطقم لموكب الشيخ عنصور تيه المشاهد في الموقع الفلاني ويشرخ لي رأسي نصين ؛,
أقوله يادكتور لي منعك ومنع ابوك الساعة الان ١٢ الليل
والله لوهو الشيخ عبدالله بن حسين الإحمر مايقدر يدبر لك هذي الساع ستة اطقم وثلاث صالون !؟
ومن صبحي ابكر وعلى امي اتبرطع من بقعه لا بقعة ادور اطقم وسيارات للشيخ
مشتيش عملية الإنتاج تتوقف اصلا
لأن اليوم الذي يمشي من دون تصوير هو يوم مدفوع الثمن للطاقم المتواجد في الميدان
والخسارة كلها لافوق ظهر المنتج المقعي.
وكودن يتدبرين معي احتياجات التصوير اللي طلبها
وأقول شربخ شوية من القلق والدوشة
وما ادرى الا وقابوه مشكله ثانية شيتوقف التصوير بسببها
وماهو ايش في ؟ مالكم ماصورتوا اليوم؟
قالوا المصور صاحب الكاميرا نفسه اختلف مع المخرج وشل الكاميرا مع الهارد اللي فيه مشاهد كثيرة قد تم تصويرها من قبل وفحط يشتي زلط أكثر
ايواااه
ومو يعمل المنتج المقعي في هذه الحالة والطاقم في الميدان ياحميدان؟
ماعلى امي الا اسير الأحق واراضيه واحل الإشكال
وعادنا إلا اربخ وقابوه مشكلة ثانية
وماهو مالكم من الصباح لاذلحين ولا صورتوا شي ؟
قالوا مراعيين للممثل الفلاني حانق ماجاش ومايرد على التلفون معه مرض يشتي زلطه مقدما
ايواااه
الطاقم في الميدان ياحميدان ومامعي إلا اسير الأحق وادوره واراضيه وادي له مايشتي وعلى أمي
ما افعل طيب ؟
لا نقابة ولاعقود وقدنا في الوسط وغارم خيرات
ومشتيش التصوير يتوقف يوم ومش قادر انسحب وابطل
وان بطلت أين اودي وجهي من زوجتي اللي مش مؤمنة بي؟
وما اقول لابني اللي مراعي يقع منتج ساع أبوه لما يكبر ؟
وما اقول لأمي اللي قد شغلت نسوان الحارة أن ابنها في صنعاء يصور فيلم؟
وما اقول لعبد القادر هلال الذي قد احنا في شهرين فندقة ووجبات واخر أفسح ولا كملنا التصوير ؟
وأين اسير بنفسي من الحملة الدعائية وقد كل من يلقاني يسألني:
– كملتوا الفيلم؟
ما اقولهم عادو الصراع بيتطور؟
وقد كنت في حالة يالطيف
لا عد أهدأ ولا استكين
ورأسي طول الوقت مدووش
وبطاقة حسابي في البنك ماكودها في جحر الصراف الآلي
والصراع ماكوده يتطور
وقابوه ممثلين جدد واحداث جديدة وماعد لي علم من دخل ومن خرج ولا عدنا داري مو الفيلم
ولا عد لي نفس حتى ارجع للنص أو حتى للمشاهد المضافة منسب اعرف ماهيه
وقدنا في قلق وتوتر طول الوقت مهموم بالإنتاج لا ليلي ليل ولانهاري نهار
وفقدت الأمل تماما في كوني سيناريست
وقدنا مقتنع اقع منتج مبرطع وبس
وايري بمه السيناريست.
………..
بكره زي هذا الوقت بالضبط شاقولكم أين عد وصلنا بالفيلم
من حائط الكاتب على الفيسبوك